العلم عندما يظهر في طفرة!!

كل العلوم لها نقابات ومنظمات تحميها من الجهال والمتعالمين؛ إلا العلوم الشرعية فهي ميدان لكل من هب ودب من الجهال والمتطفلين…
وقد حز في نفسي كثيراً أن يحظرني على الفيس ويغفل عن حظري في تويتر، فوضعت هذه الصورة لتذكيره بذلك…
مهندس.. عالم بالحديث النبوي.. يحضر الدكتوراه في الفقه السياسي!!
فهل تسمحون لي ببيان الرابط العجيب بين هذه العلوم المختلفة؟!!
ذكرني بالدكتور الطبيب المهندس اللواء الركن المظلي…
يا ابني؛
الحديث النبوي الشريف ليس هواية تتعلق بها للوجاهة بسبب موضة المحدثين في العقد الماضي، ثم تتركه لتتعلق بغيره لاحقاً!! فهذا علم عظيم من تمسك به لا يتركه…
والفقه السياسي ليس طفرة تطرأ لذهنك فتتعلق بها بسبب الحرب، أو للتبرير والتغطية الشرعية لما تكتبه عن مجريات الساحة اليوم، ولكنه علم عظيم غزير ثقيل يحتاج لتلقي في الجامعات وقراءة عشرات الكتب في السياسة وفقه السيرة، وآلاف الصفحات في التاريخ…
والعلوم بشكل عام ليست ميدان للعب الأطفال داخل مركز تسوق؛ فمرة تدخل حوض الكرات الملونة، ومرة تدخل الأنفاق، ومرة تتزحلق!!
فلا يعقل أن تكون: المهندس.. المحدث.. الفقيه.. السياسي.. المؤرخ.. الاقتصادي.. القاضي في مدلهمات الأمور.. والأعلامي في كل ذلك!!!
اثبت يا بني في علم وأتقنه، ولا تتأرجح بين العلوم، فأنت لست مجتهداً مطلقاً، ولا طاقة الناس في زماننا واتساع العلوم يسمح بإتقانها جميعاً…
وعندما يزعجك كلامي فكن رجلاً وصاحب مبدأ وجابه الحجة بالحجة والدليل بالدليل، ولا تختبئ خلف الحظر، فهو لا ينفع في زمن ثورة التقنية، ولا ترسل لي قوماً أضعف منك علماً للمهاترة، فالرسول يعبر عن مُرسِله…
وقد وضعت صورة منشورك مع حرمة التشهير لعلمي أن هذا هو اسمك المستعار، فهو ليس من التشهير؛ لأنه لا تشهير في المجاهيل كما تعلم…
فخذ نصيحة من محب:

  1. قرر بشكل حازم الاختصاص الذي ترغب الثبات فيه وإتقانه.
  2. اخلع ثوبك المستعار وارمه تماماً ولا تفكر بالرجوع إليه.
  3. انقطع فترة عن كل شيء، ومنه ما يحصل في بلادنا، فانقطاعي أو انقطاعك لن يغير التاريخ ولن يقدم ولن يؤخر.
  4. فكر خلال هذه الفترة من خارج الصندوق بصفاء وهدوء بعيداً عن اللغط والقيل والقال واللجاج، وأتقن العلم الذي اخترته.
  5. اظهر بثوبك الجديد الحقيقي من الصفر.
  6. اطرح آراءك بثقة وبحشد من الأدلة وبشخصيتك الحقيقية التي لا يهمها طعن هذا وعبث ذاك.
  7. فإذا بعدت المسألة عن اختصاصك فانظر أهل الاختصاص فيها واسألهم أو أحل الناس عليهم.
  8. واحذر من إشعارك للناس بأنك القطب الجامع لكل شيء؛ فهذا فيه فساد لك ولهم. فساد لك بتعاظمك فيما يستحيل أن تتقنه، وفساد لهم بالتبعية التامة لك على جهل، ثم بالنفرة من دين الله إذا أدركوا جهلك في كثير مما تقول.

والله الهادي إلى سواء السبيل…

اكتب رداً