وصية لطلابي الذين تفرقوا حول العالم!!

أحبابي وإخوتي وأبنائي؛
تعلمون أنني لم آمركم بشيء إلا وكنت في مقدمكم فيه، ولم أنهاكم عن شيء إلا وكنت أبعدكم عنه، ولم أخاطر بكم في مهلكة متيقنة دون مصلحة عامة آكد منها…

  1. فلا ترضوا بالأدنى من أي شيء،
  2. وابحثوا عن المعالي في كل شيء،
  3. ولا تتسرعوا شيئاً قبل أوانه فيعاقبكم الله بحرمانه،
  4. ولا تتباطؤوا فتخسروا ظفراً للأمة يمكن أن يجريه الله على أيديكم،
  5. ولا تتسرعوا بالعمل قبل إتقان علم ما تعملونه كاملاً؛ فإننا مأمورون باتخاذ الأسباب كاملة، والعلم هو أولها وآكدها،
  6. ولا تأخذكم الحمية فتتقحموا ما تجهلون، فتهلكون أنفسكم وتهلكون الناس!!!
  7. ولا تسكتوا عن قول الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإصلاح والتغيير، ولكن تفننوا في الوسائل بما يضمن دوام صوتكم، وقبول أكبر فئة من الناس له،
  8. ولا تستصغروا أنفسكم وتقولوا: نحن لا نستطيع ولا يمكننا، فلستم بأحقر من هدهد سليمان وفأر سد مأرب بعد أن كرمكم الله على كثير من خلقه،
  9. واعلموا أن أولاد الناس هم أولادكم، فلا ترغبوا بهم فيما لا ترغبون به لأبنائكم،
  10. ولا يمنعكم الحرص عليهم والخوف عليهم للرغبة بهم عما يجب فعله لخدمة الأمة،
  11. فإذا أمرتموهم فكونوا أمامهم وفي مقدمهم،
  12. واعلموا أن ما تعدونه بالعشرات من السنين هو عند الله أحقر من أن يُعد، لكن الله أحصاه وعده عداً، فلا تشغلكم الدنيا ويغريكم الأمل عن العودة لأرض الملحمة ولو بعد حين، ففوق رؤوسكم مسؤوليات تعجز عن حملها الجبال، والله لم يختاركم لعلوم الشريعة إلا لعلمه بقدرتكم على حملها…
  13. فارسموا خطط عودتكم، وأعدوا لذلك عدته، بعد أن تثبت أقدامكم فيما خرجتم لأجله،
  14. وركزوا ثقلكم وأثقالكم في بقعة جغرافية صغيرة لتتقنوا وتنجحوا؛ لبقعة بعد بقعة وأرض بعد أرض، حتى يرزقكم الله الوصول لمرضاته،
  15. أما النساء؛ فليعلمن أن أعظم الرجال يُقاد ولا يقود أمام سحركن، فتعلمن أصول قيادة رجالكن والعبث بقلوبهم، ووجهوهم لما يجب عليهم فعله، ثم تدرجوا بهم ليكونوا قادة مؤثرين فاعلين في مجتمعاتهم،
  16. وتذكرن أن الرجل لا يمنعه من خوض القرار الصعب إلا خوفه على زوجته وأولاده ألا يُطيقوا الصبر على عواقب هذا القرار العظيم الصائب، ومعظمهم لا يقتنع بصبركن إلا إذا طلبتن بأنفسكن، كما قالت هاجر لإبراهيم عليه السلام: آلله أمرك بهذا؟ ثم رضيت بتصريحها…
  17. واحذروا أن تتجاذبكم أهواء التغير والتجديد بالهوى بلا علم، فتتقاذفكم رياحها شرقاً وغرباً، فتنحرفون أنتم من حيث تظنون أنكم تُصلحون العالم!!!
  18. جيلكم يقع عليه مسؤولية التحول والانطلاق نحو عصر جديد مغاير للجيل الذي قبله، فإذا رضيتم أن تكونوا كالجيل الذي سبقكم في: الصمت المطبق، والرضى بالهوان والذلة لأعداء الأمة، والعزة والعنجهية والتعالي على المسلمين لاختلاف جنسياتهم، فلا هم قادرون على حمل الأمانة، ولا هم خضعوا لمن يدير أمورهم ويصوب طريقهم… لا تكونوا كم سبقكم، فتضيعوا دنياكم وآخرتكم، وتكسبوا وزركم ووزر من بعدكم إن قلدوكم.
  19. فغيروا أنفسكم قبل تغيير العالم؛ فإذا ما أصلحتم حالكم كان لكم ثواب عظيم كالجبال لأمة عظيمة ودولة كبيرة ستستمر لقرون كنتم أنتم مفتاح حصولها وبذرة نشوئها…

وأختم بأن هذه الوصية حق على كل مسلم، لكنني قصرتها على طلابي لأمور؛ منها:

  1. أنهم في مقام أبنائي وفلذات كبدي، ويجب لهم علي ما لا يجب لغيرهم.
  2. أنني سأُحاسب عن أعمالهم ما لا يحاسبني الله على غيرهم، فأبرأت ذمتي أمام الله تجاههم.
  3. أنهم إن يعملوا بها أحظى بثوابهم كاملاً، دون أن ينقص من أجورهم شيء، وإن يتركوا العمل بها فلا وزر علي بعد استفراغ الوسع في النصح…
  4. حتى لا يقول قائل: مَن يظن نفسه ومَن يسمعه ليعظ العالم؟!! فوجهت نصيحتي وموعظتي لمن يسمعني، فإن أخذ بها غيرهم فحيهلا، ثواب على ثواب…

فليُشر (تاغ) كل طالب أو طالبة لمن يعرفه أو يتذكره من أصدقائه ليحصل تمام التبليغ…
والله من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السبيل…

اكتب رداً