التزامات المرحلة القادمة في الشمال السوري…

المرحلة القادمة تقتضي مجموعة التزامات على جميع الأطراف:
أولاً: التزامات هيئة تحرير الشام:

  • الاستمرار في تنظيف الرؤوس ذوي الأصول التشبيحية داخلها، والذين لهم ولاء مزدوج للنظام والثورة في وقت واحد…
  • تبني مفهوم “الإسلام = الإسلام”، والخروج من ضيق التحزبات والمناهج المنغلقة، إلى أفق الإسلام الواسع وسقفه المرتفع الذي يجمع كل المسلمين تحته…
  • تقبل فصائل درع الفرات على علات بعضها، وتبني سياسة الإصلاح التدريجي بعيد المدى، والتنسيق مع تركيا في ذلك؛ لأن سياسة التغلب لا تصلح هناك، وسينتج عنها دماء كثيرة بسبب تعصب الفاسدين مع بعضهم قومياً وعشائرياً، بخلاف الحال في الريف الغربي.
  • لا تفكروا بسياسة التغلب والاستئصال في منطقة الدرع، واحصروا تركيزكم على الأهم، وهو تحقيق التوازن العسكري الدولي في كامل الشمال السوري، من خلال تحرير مناطق جديدة استراتيجية. أما فصائل الدرع الفاسدة، فحتى في حالة فقد الأمل من ضبطها بالحسنى وفشل الخطة الحالية، فهناك خطة تركية بديلة لتنظيف الدرع بغيركم، فلا تشغلوا أنفسكم بالمهم الذي توكل به غيركم، وتتركوا الأهم الذي لا يقدر عليه غيركم.

ثانياً: التزامات فصائل درع الفرات:

  • تسريع عملية احتواء الفصائل وتنظيمها ضمن كتل عسكرية منظمة ومنضبطة.
  • الاكتفاء بما تم ابتلاعه وتشويله سابقاً، وضبط العناصر، حتى لا تضطر تركيا لاستخدام سياسة الاستبدال بدلاً من سياسة الاحتواء الحالية!!!
  • تقَبُّل هيئة تحرير الشام على صورتها الحالية، أو على صورتها التي ستكون عليها لاحقاً؛ لأن عملية الدمج الجغرافي يجب أن يتلازم معها دمج سكاني يمنع حصول حرب أهلية؛ لنتجنب سفك قطرة دم واحدة، ففرغوا قلوبكم من الشحن والتحريض الذي ملأكم به مشايخكم وقياداتكم الثورية!!! ولا تضيعوا المشروع الكبير بتفصيلات تافهة وفارغة!!!

ثالثاً: التزامات جميع الأطراف:

  • يجب على جميع الكتل العسكرية تفهم مسؤولياتها في التبعية التامة للهيكلية المدنية الانتقالية التي ستدير المنطقة، وبالتالي عدم التدخل في أي وظيفة أو أي عمل مدني خارج الاختصاص العسكري.
  • الإدارة المدنية المؤقتة يستحيل أن تكون مقولبة لتناسب عقول جميع الجماعات والمشايخ والثوار والمواطنين، وعليه فالتوحد تحتها خير من الفناء متشرذمين متناحرين فيما بيننا، وإلا فسيصفينا العدو واحداً بعد واحد!!!
  • قد تتبع للإدارة المدنية المؤقتة كيانات عسكرية معادية داخل مدينة حلب، فلنتفرغ لإصلاح المناطق التي تحت أيدينا، ولنحقق السلم الأهلي السني السني على الأرض التي نسيطر عليها، ولننشغل بأنفسنا، بدلاً عن المزاودة على غيرنا فيما ظفروا به سياسياً وعجزتم عنه عسكرياً بسبب تشرذمكم، فمدينة حلب من اختصاص الإدارة المدنية وليست من اختصاصكم!!! وما لا يدرك كله لا يترك جله، فلا تتشاطروا كما فعلت داعش وتتنافسوا لتحرير المحرر جزئياً، فنخسره كلياً (مدنياً وعسكرياً) بسبب تهوركم وحماقتكم وتشبعكم بما لم تعطوه…

ولنتذكر جميعاً:

  • أن الانتفاخ السياسي والعسكري والاقتصادي على النت لا يقدم ولا يؤخر!!!
  • وأن الإدارة المدنية تعتمد على الخبرات والكفاءات والاختصاص والتجربة الطويلة التي يجب التعاون فيها مع دولة ذات تجربة في ذلك، ولا تعتمد على مبدأ المعرفة الشخصية والشلة!!!
  • ولنحذر من هوى النفس الذي يدفع بعضنا لمحاربة المشروع الكبير؛ لأنه لم يقع الاختيار عليه أو على عصابته في مناصب الإدارة المدنية القادمة، فكل إدارة ستأتي هي مجرد ستار لفصل من فصول مسرحية طويلة ستحصل في الشمال السوري!!!

والله أعلم…
اللهم هل بلغت.. اللهم فاشهد..

اكتب رداً