دول محكومة من العالم السفلي!!

رابط المقال على موقع مدونات الجزيرة:
http://blogs.aljazeera.net/Blogs/2017/6/8/%D8%AF%D9%88%D9%84-%D9%85%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%81%D9%84%D9%8A

أول ما يتبادر إلى ذهن القارئ من هذا العنوان المافيات الغربية واللوبيات الصهيونية التي تتحكم بعناصر ضعف العالم لكي تديره وتسيطر عليه.
وهذه المافيات واللوبيات تسيطر من خلال عناصر الضعف الاقتصادية والسياسية والإعلامية وغيرها.
وسميت عالماً سفلياً لأنها سرية غير معلنة وتستخدم كل الأساليب القذرة الممكنة للوصول إلى أهدافها.
لكنني لن أتكلم عن هذه، وإنما عن أداة من أدوات هذه المافيات واللوبيات، وهي تمثل النسبة الأكبر من وسائل السيطرة في عالمنا العربي، وينطبق عليها في ذات الوقت تسمية “العالم السفلي”.
سأبدأ من صديقي على مقاعد الدراسة في الثانوية، فقد حاول كثيراً إقناعي بالزواج من “9” زوجات، وعندما سألته عن الحكم الشرعي لذلك بدأ بتأويلات دينية غريبة من النصوص. وعندما سألته كيف سأنفق عليهن وأنا طالب ثانوي ليس لدي مصدر دخل؟!! قال لي: نحن سندفع كل شيء!!
وزيادة في الإقناع قال: ليس بالضرورة أن تكون كل الزيجات دائمة، فيمكن أن تكون بعضها مؤقتة، حتى لا تلزم نفسك بامرأة لا تناسبك!!
هذا هو العالم السفلي الذي يحكمون به العالم، ويأتون لكل شخص بما يناسبه، فالمتدين يأتونه باسم الزواج، والمتردد يأتونه باسم المتعة، والمتفلت يأتونه بكل الأشكال والألوان بالحلال والحرام، فيعطونه ما يشتهيه عالمه الأسفل، ويسيطرون على عالمه الأعلى!!
في عام 1980م كانت إحدى الدول من أكثر المتحمسين للتخلص من الأسد الأب إعلامياً، وبعد انتهاء الحرب لصالح الأسد الأب تفاجأنا أن كثيرين من العائلة الحاكمة لتلك الدولة تزوجوا من بنات آل الأسد خلال الحرب.
وبينما تتظاهر تلك الدولة بالوقوف مع الحق ضد الباطل على وسائل إعلامها الرسمية، فإن العلاقة تحولت إلى علاقة قرابة ومصاهرة معهم بقرارات محسومة في العالم السفلي.
وبينما تكون علاقة الزواج هي الظاهرة لقسم منهم، فإن ما خفي لا يعلمه إلا الله!!
في دولة أخرى كان تجارهم السنة يحاججون ويجادلون عمي رحمه الله تعالى كثيراً في مشروعية زواج المتعة، وأن الخلاف الاجتهادي يبيح لهم أن ينتقوا من الأقوال والمذاهب ما يناسب العصر، أو ما يناسبهم إذا كانت الإجابات واضحة وأكثر مصداقية!!
لتتفاجأ بأن التصريحات السياسية والإعلامية تهاجم الدولة المحتلة، بينما القرارات المفصلية محسوم أمرها في العالم السفلي باتجاه المحتل.
وعندما تقلب تاريخ الحاكم العسكري لدولة أخرى نجد أنه قضى بضعة أيام في شبابه في مكان مجهول في أمريكا، وسيبقى المكان مجهولاً ما بقي وفياً ومخلصاً ومطيعاً لسيدته أمريكا.
لنختم بتصريحات تسيبي ليفني وزيرة خارجية الاحتلال الإسرائيلي السابقة التي اعترفت بممارسة الممنوع مع عدة مسؤولين في غرف لها كميرات لتبتزهم بها، وبينت أنها حصلت على فتوى من حاخام يهودي قبل أن تقوم بذلك، وذكرت أسماء بعضهم، بينما لم يتجرأ أحدهم على الإنكار، والكلام لكِ يا كنة واسمعي يا جارة، ممن لم تذكر أسماءهم العجوز الشمطاء!!
وبهذا تكون الرسائل واضحة:
1- من يبقى عبداً تبقى معصيته سراً، ومن يفكر بالتحرر والخروج عن الطاعة والعبودية فيا ويله منا..
2- من يفعل ذلك فسنعاقبه بشعبه الذي تربى على اللغط والقيل والقال دون ضوابط ما يجب وما لا يجب، وما يجوز وما لا يجوز، ليكون الجهل نقطة الضعف التي تغلق الشعوب بسببها أعينها عن فساد حكوماتها، وهي ذات النقطة التي تدفع ذات الشعوب على مهاجمة تلك الحكومات!!
3- نساء هذه الأجهزة القذرة في العالم السفلي لا يخشين الفضيحة، بل يتفاخرن بها على وسائل الإعلام علناً، ويعتقدن أنها دين يتقربن به إلى الرب، ولكننا لا ندري أي رب منهم!!
ويبقى القرار بيد الشعوب:
1- هل يستمروا في ثوراتهم لاقتلاع هؤلاء الحكام؟ ويتحملوا في المقابل عواقب الخروج عن طاعة الفراعنة الصغار في هذا العالم من المجازر وأخاديد النار!!
2- أم يتقبلوا فساد حكامهم بصدر رحب ويقولوا لهم: حياتكم الشخصية ملك لكم مهما فعلتم من الموبقات والمحرمات الشرعية والعرفية، لكن أعطونا الذي لنا؟!!
3- أم يسكتوا ويتغافلوا عن فساد حكامهم الفراعنة الصغار ويتحولوا إلى سحب البساط عن الفرعون الأكبر ومهاجمته بهدف إسقاطه؟
وعندها سيضطر الحاكم المحلي لأحد أمرين لا ثالث لهما:
– الوقوف معهم ضد الفرعون الكبير، أو السكوت على أقل تقدير خوفاً من ظهور فضائحه الدولية من العالم السفلي.
– الوقوف مع الفرعون الكبير ضد شعبه، ليظهر على حقيقته أمام شعبه بوضوح!!
واحذروا حينئذ من الاستدراج للمعارك الجانبية مع الفراعنة الصغار المحليين، واستمروا في إسقاط الصنم الكبير ونظامه الفاسد؛ بعالميه العلوي والسفلي!!

اكتب رداً