نهج قابيل وهابيل في العمل داخل المؤسسات والمكاتب

نهج قابيل وهابيل في العمل داخل المؤسسات والمكاتب

يصف الكتاب شخصيتين ؛ شخصية العناصر الملتوية في المجتمع (شخصية قابيل) ، والعناصر النظيفة والمستقيمة (شخصية هابيل) . ولكن النماذج التي يذكرها المؤلفان من داخل المجتمع الأمريكي توحي لك أنهما يعيشان في دولة من دول العالم الثالث ، وليسا أمريكيان …

ليرسخ الكتاب بذلك حقيقة لا مفر منها ، وهي أن الطبيعة البشرية واحدة ، وأننا بحاجة أكثر لتفهم الطريقة التي يفكر بها الآخر …

قد تكون دراسة طبيعة قابيل ضرورية للحذر منه وتفادي حيله الملتوية والشريرة …

ولكنك في حالة أخرى ـ وهي الدفاع عن وطنك في وجه دولة أخرى تحاول احتلاله ـ ستجد نفسك مضطراً لتقمص بعض جوانب شخصية قابيل لتتمكن من الفتك به ، ولكنك ستختار حينئذ الجوانب التي يجوز استخدامها مع العدو .

كتاب يستحق القراءة لمن يريد أن يخطو خطوة إلى الأمام .

الكتاب : نهج قابيل وهابيل في العمل داخل المؤسسات والمكاتب

المؤلف : جيري لانغ ، وتود دومكه

المترجم : أيمن الأرمنازي

الناشر : مكتبة العبيكان ـ الرياض

ط1 (1423هـ-2002م)

الورق : أصفر ممتاز

244 صفحة  ، مقاس : 17×24 سم

يمكن أن أوجز الكتاب في النقاط الثلاث التالية :

1ـ الفرق بين هابيل وقابيل : وهي عبارة عن استنتاجات توصلت إليها من توصيف المؤلف لشخصية قابيل .

2ـ نصائح لإحباط مخططات قابيل .

3ـ أسئلة تحدد من خلالها حقيقتك قبل أن تتهم الآخر بأنه قابيل .

أولاً : جدول الفروق بين هابيل وقابيل :

هابيل

قابيل

معرفة الآخرين مصدر قوة

يخسر الآخرين فلا يستفيد منهم

سوء الظن للحذر

سوء الظن للاستمرار في الخطأ وتفادي فضح أخطائه

يفكر بمؤهلك للوصول

يفكر بمن دعمك لتصل

صاحب مبدأ

التردد في الآراء لموالاة كل الأطراف

يتعلم من الأخطاء ألا يقع فيها

يتعلم منها أن يقع في غيرها

السلطة وسيلة

السلطة هدف

مقياس النجاح هو الكفاءة

مقياس النجاح هو الوصول والكم

قادر على المجازفة

يفضل الوظائف التقليدية والمألوفة

يتفادى حصول المشكلة

يحلها بعد وقوعها ليظهر نفسه كبطل

يفكر في حل المشكلة ثم يحلها

يلوم الآخرين، لا يطرح أفكاراً، ينتظر النتائج، يصنع لنفسه بطولة وهمية

يأخذ حاجته من المعلومات ثم يبذلها

يجمع كل المعلومات حتى الإشاعات: يحتكرها، يستغلها (سرقة أفكار، تسريب معلومات)، يصيغها، يحجبها، يحتكر مرورها من خلاله

يجازف

ينتظر النتيجة ليقف مع الرابح

يتجاوز عن أخطاء المتميزين

يجعلهم كبش فداء ليتسلق فوقهم

الطمع في المزيد = زيادة التفكير والعمل

يستغل طمع الناس ليشبع طمعه، فيلعب بالألفاظ ليسرق جهد الآخرين

يقول الحقيقة بصراحة

يكذب باستمرار ودهاء

السخرية لترسيخ الحقيقة + الكلمات الرنانة

السخرية + الكلمات الرنانة + التملق للتمويه

في الاجتماعات يفكر بالأقوال والآراء

يفكر فيما قاله هابيل

يتعامل في خطاباته كتابياً

يتعامل شفهياً حتى يكشف أمر أو يمسك عليه أحد مستمسكاً

علاقات فكرية راسخة ووطيدة

علاقات مبنية على المظاهر الخداعة

شهرة أفكاره

شهرة نفسه

يسدي خدمات من باب المروءة

يسدي خدمات ليستعبد من حوله

قناعته بالصواب والمبادئ تدفعه للتعنت ومنع الحوار

الرغبة في عدم اتخاذ قرار تدفعه لفتح الحوارات ليتحمل غيره المسؤولية

فطريته تمنعه من تفهم الواقع

خبثه يساعده على الحذر

التعلق بالمثالية المطلقة

مرض النرجسية: الإعجاب المفرط بالذات

التنافس

التناحر

مع اتخاذ قرارات خارجة عن المألوف

ضد المبادرات الفردية الخارجة عن الوضع الراهن

الاستطلاعات للوصول إلى نتائج ودراستها

الاستطلاعات لتحقيق نتائج من ورائها أو تعليق الفشل عليها

اللغة عند هابيل وقابيل صـ 94 :

هابيل

قابيل

لإيصال فكرته

لتحقيق غايته

للإقناع

للخداع والمراوغة

لعرض الحقائق

للتملّق

بصورة منطقية

بصورة مجازية

لاستثارة المشاعر النبيلة

لاستثارة النزعات

يستخدم كلمات واضحة لا لبس فيها

يستخدم كلمات مطاطة ومبهمة يمكن أن تعني عدة أشياء

يستخدم كلمات تعبر بجلاء عن التزامه بما يقول

يستخدم كلمات توحي للسامع بأنه يعني ما يقول

يستخدم الكلمات التي تعبر عن قناعته الحقيقية

يستخدم الكلمات التي تتفق مع الرأي العام

يستخدم التعابير البناءة لشرح وجهة نظره

الكلمات سلاح في يده يستخدمه للفوز

الكفاءة عند هابيل وقابيل صـ 134 :

هابيل

قابيل

ذكاء

دهاء

مقدرة

مكر

معرفته بطبيعة عمله

معرفة السبل التي تؤدي إلى الترقية

مهارته في عمله

مهارته في استغلال نجاح زملائه

العمل بجد ونشاط لصالح الشركة

العمل بجد لمصلحته الشخصية حصراً

وكما ختم المؤلف بأن استخدام شخصيتي قابيل وهابيل من باب الاستعارة ، وإلا فقابيل ليس شيطاناً ، وهابيل ليس ملاكاً ، ومن النادر أن تجد شخصاً يمكن وصفه بأنه قابيل مئة بالمئة ، أو هابيل مئة بالمئة .

ثانياً : نصائح لإحباط مخططات قابيل :

1ـ اعرف نفسك ودوافعك الحقيقية : لئلا تكون قابيل دون أن تشعر .

2ـ لا تجعل الغضب يعمي بصيرتك : فلا تطلق الاتهامات ولا الكلمات النابية فتقع في الخطأ .

3ـ لا تجعل قابيل هاجسك الدائم : فتحطم نفسيتك .

4ـ تعقل لئلا تكون أنت المشكلة بدلاً من قابيل : فتصبح مزعجاً للآخرين ، فينسوا مشكلة قابيل .

5ـ تجنب الانحدار إلى مستواه : فترسخ عملياً نظريته في الدناءة .

6ـ إياك أن تستخف بمقدرته : لأنه لا يتورع عن شيء .

7ـ تجنب تضييق الخناق عليه : لئلا يهاجمك بدناءة .

8ـ حدد هدفك بعناية : تأديبه ، نقله ، فصله ، التخلص منه .

9ـ لا تتوقع أن يكون غريمك عاقلاً .

10ـ احذر من التعاون أو التحالف معه : حرصاً على سمعتك أولاً ، ولأنه سيبيعك متى سنحت له الفرصة ثانياً .

11ـ لا تخضع للإغراء : لأنه بذلك يريد أن يعرف قيمتك أولاً ، ثم إذا طلب منك طلباً لم تتمكن من رد طلبه ثانياً .

12ـ تجنب الوقوع في شراك المتملقين : لئلا يسيطروا عليك .

13ـ حب السيطرة من شيم النفوس : فلا توسع صلاحياته .

14ـ لا تغرنك توبته : فسيحذر في المرة القادمة ويكون أشد .

15ـ تجنب أي عمل يستخدم ضدك .

16ـ حذار من تدخله في شؤونك الخاصة : لأنه سيستخدم المعلومات ضدك .

17ـ تجنب الاستدراج إلى حوار يكشف نقاط ضعفك .

18ـ ما تكتبه أخطر مما تتفوه به .

19ـ احذر من التعابير المبهمة التي يستخدمها .

20ـ حذار من تصديق الكذبة الكبرى : لأن الكذبة الكبرى لا يتوقع أحد أن تكون كذباً .

21ـ احذر تغير النوايا المفاجئ : لأنه ممثل بارع .

22ـ دع التحليل النفسي للأخصائيين : فلا تفضفض لصديقك قابيل .

23ـ اختر بحذر من تخالط في المناسبات : لأن الإنسان يبوح فيها أكثر .

24ـ تجنب الانقياد وراء مظاهر النجاح (الفخامة، والثراء…) : لأنها عرش قابيل الذي يخدع به الناس .

25ـ تجنب لعبة توزيع اللوم التي يقوم بها لإظهار نفسه .

26ـ فهم دور السياسة داخل المؤسسة : والتعاطي المرن والحذر معها .

27ـ الحاجة إلى حلفاء داخل المؤسسة : فستحتاجهم عندما يغدر بك قابيل .

ثالثاً : أسئلة تحدد من خلالها حقيقتك قبل أن تتهم الآخر بأنه قابيل صـ 227 :

1ـ هل تبذل جهداً مساوياً للجهد الذي يبذله الطرف الآخر (الذي تفترض أنه قابيل) لتحقيق طموحه ؟

2ـ هل تعتبر نفسك لبقاً ودبلوماسياً في تعاملك مع الناس ؟

3ـ هل تشعر بالحسد والغيرة والاستياء عندما يحالف النجاح منافسيك ؟

4ـ هل تهتم كثيراً بما يجري حولك من دسائس ومناورات ؟

5ـ هل تكرس وقتاً إضافياً خارج نطاق عملك لاكتساب مهارات جديدة ؟

6ـ هل تتعامل بصبر وأناة مع أولئك الذين لا يرقون إلى مستواك من حيث السلوك والأداء ؟

7ـ هل تحاول توفير الدعم الداخلي لآرائك ومشاريعك ؟

8ـ هل تسعى إلى الكشف عن الدوافع التي تسيّر هذا الفرد أو ذاك ؟

9ـ هل تتخذ ما يلزم من احتياطات في حال حصول أخطاء لم تكن متوقعة ، كي يتسنى لك الدفاع عن موقفك ومواجهة الانتقادات فيما بعد ؟

10ـ هل تجد المتعة في ممارسة عملك ؟

فإذا كانت إجابات معظم الأسئلة ” لا “ ، فعلى الأرجح أن فشلك يعود بالدرجة الأولى إلى تقصيرك وقلة تدبيرك ، وليس إلى ما تعتبره دسائس قابيل .

ولتحسن وضعك وتتصدى لـ ” قابيل “ في آن واحد إليك بعض الإرشادات في هذا السبيل :

1ـ كرّس المزيد من الجهد لتحقيق ما تصبو إليه .

2ـ كن أكثر لباقة في تعاملك مع الآخرين .

3ـ لا تترك الغيرة والحسد يؤثران على نظرتك للأمور .

4ـ خذ بالحسبان ” الجانب السياسي “ في الأوضاع الصعبة .

5ـ كرّس المزيد من وقتك لتعلم مهارات جديدة .

6ـ تحلى بالصبر وطول الأناة في تعاملك مع الآخرين .

7ـ لا تهمل تأمين الدعم لآرائك ومشاريعك من قبل الأطراف المعنية .

8ـ حاول معرفة الدوافع الحقيقية التي تسيّر الآخرين .

9ـ خذ ما يلزم من احتياطات عند حصول أخطاء لم تكن في الحسبان ، كي يتسنى لك مواجهة الانتقادات الممكنة .

10ـ تعلّم كيف تستمتع بعملك .

ورأيي بعد قراءة الكتاب ـ والله أعلم ـ أن كلا الطرفين يشبع رغبة دفينة في داخله ؛ فهابيل يشبع رغبة الوصول إلى رضا الله ، وقابيل يرضي نزواته وشهواته ، كحب الظهور والمال والمنصب ، وما إلى ذلك .

والعلاج لحل مشكلة هابيل تكمن في زيادة وعيه بشخصية نده قابيل ، فذلك يمنحه المزيد من الحذر منه . أما علاج قابيل (الذي أصر المؤلف على عدم وجود علاج للحالات المزمنة) فيكمن في حصاره أخلاقياً ، وذلك بنشر الفضائل في المجتمع ليصبح الوحيد داخل المجتمع .

اكتب رداً