توضيح المعالم في بطلان فتاوى البهائم

فمن أعظم البلاء أن يتعالم الجاهل ويظن بنفسه العلم الغزير،
ثم يزيد على ذلك أن تسخر مخابرات دولته ثلاثة من الخبثاء ليتذللوا له ويتضرعوا له ويقدسوا كلامه،
فينفخوه بمدح حماقاته وسخافاته، فيعجب بهم ويصبح عبداً لهم من حيث لا يدري، وما أضر على الشيخ من فساد المريدين!!!
فيأخذ عنهم كل ما ينقلونه له عن أوضاع الجهاد والمجاهدين،
فتجد فتاواه كأنها تصريحات سياسية صادرة عن أفرع مخابرات دولته للطعن في المسلمين الذين يخالفون إرادة الغرب وتكفيرهم!!!
ثم يتعاون بضع عناصر من مخابرات الدول الصديقة والعميلة للغرب ليكونوا أتباعاً متعصبين له حول العالم،
فيجمعون حوله العامة والجهال ليكونوا جماعة عظيمة في عددها تردد حماقاته وسخافاته،
حتى إذا بلغوا ذلك المقدار العظيم استنكف عن الرجوع للحق خوفاً من نفور الأتباع والمريدين،
فكان بذلك عبداً لهم في التكفير، كما كان بعض زنادقة الصوفية عبيداً لمريديهم وأتباعهم في تمييع الدين!!!
فكتبت هذه الرسالة في الردود العلمية على فتوى واحدة لا تتجاوز السطرين،
ليتبين المغتر بهم وعامة الناس مقدار حمق وجهل شيخهم الذي يتبعونه بلا بينة ولا أثرة من علم!!!
قال أبو محمد المقدسي: “كثر السؤال: عن حكم القتال تحت قيادة وتوجيه الجيش التركي وطيران أمريكا في #جرابلس لتحكيم حكومة الائتلاف الوطني فيها. فأقول: هذا العمل ردة عن الإسلام”.
وفيما يلي نقض كلامه جملة وتفصيلاً وعلى الله الاتكال:

  1. أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار، وأنت تجيب على كل سائل من شرق البسيطة إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها لتثبت علمك لأتباعك وعبيدك. إذ ليس بالضرورة أن تجيب على كل سائل فيما لا تعلم تفاصيله من الوقائع، فوالله إن الدماء لتصل إلى الركب في دمشق فلا نتكلم بكلمة لأننا لا نعلم تفاصيل الوقائع، وبعض الوقائع تحصل في حلب فنتأخر عن الجواب أسبوعاً أو أكثر بسبب نقص بعض التفاصيل والجزئيات التي ننتظر التحقق منها.
  2. المجاهدون لا يعملون تحت قيادة الجيش التركي، وإنما تحت قيادة أردوغان الحاكم المسلم الذي يمكر لمصلحة المسلمين، لا كما يفعل حاكمك الذي تعيش في كنفه.
  3. إسلام الحاكم وثقتنا بدينه وصلاحه وعدالته، وعلمنا بسيرته كاملة كافية لوقوفنا معه ضد أعداء الإسلام، لأسلمة بلاده، ولنا في النجاشي أسوة حسنة وقد كان مجبوراً على الحكم بالنصرانية، ولنا في معاذ بن جبل أسوة حسنة فقد كان مأموراً بعدم الانتقال إلى الصلاة إلا بعد تمكن الشهادتين من قلوبهم، وقد كانت أحكام الإسلام يومها راسخة محكمة، فكيف بتحكيم جميع أحكام الشريعة دفعة واحدة.
  4. وجوب الوقوف مع الحاكم المسلم ضد أعدائه من غير المسلمين مسألة، والحكم عليه بالمعصية أو الفسق أو الكفر مسألة أخرى مغايرة، ولها حكمها المختلف، ولا يجمع بينهما إلا جاهل بالفقه وتفريعات المسائل.
  5. الحكم بكفر أردوغان بسبب النظام العلماني مبتدع مخالف لسنة النبي صلى الله عليه وسلم في مدح النجاشي والثناء عليه، بينما يقف هذا الأحمق في صف البهائم من الملاحدة والكفرة ضده فيكفره، نسأل الله أن يهديهم جميعاً، فإن لم يقدر الله لهم الهداية فنسأله عز وجل أن يلعنهم وينسفهم ويريحنا من كفر كافرهم وحماقة بهائمهم.
  6. أمريكا قامت بالانقلاب الفاشل في تركيا لإزالة مسلميها وصالحيها، فكيف تسوي في الحكم بين الصليبي والنجاشي، ونحمد الله أنك لم تكن في زمان النجاشي عندما قام البطاركة بثورة على النجاشي، لكنت أنت حمارهم الذي يفتي بتكفير النجاشي رضي الله عنه.
  7. أمريكا صرحت بأن داعش ستبقى 20 سنة، وعندما دخلنا رأينا أن طائراتها كانت تقصف مواقع المدنيين فقط، ولا تقصف مقرات داعش، وأمريكا تستنكر ضرب تركيا لقسد، فكيف تفتق عقلك عن حماقة الجمع بين الطيران الأمريكي والجيش التركي؟!!
  8. في جرابلس كان المجاهدون والجيش التركي يصلون معاً، فمن يصلي ويجاهد لله منهما فهو شهيد، ومن لا يصلي فعلى قول الإمام أحمد، فهذا كفر، وعند باقي المذاهب هي كبيرة نسأل الله له التوبة، ومن يقاتل لغير الله فيبعث على نيته، وقد قال تعالى عن الصحابة رضي الله عنه في جهادهم في غزوة أحد: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ} [آل عمران: 152]، فلم يكفرهم النبي صلى الله عليه وسلم، على قول من يقول: تركيا تدافع عن مصالحها!!
  9. لعله أغاظك أن تُمسَح حدود سايكس بيكو، فيقف الترك والعرب في صف واحد للصلاة في #جرابلس ؛ لتعلم أن قلوبنا تتحرك لمصلحة الأمة الاستراتيجية، وأنت تفتي للعلمانيين والملاحدة بمصطلحات فقهية.
  10. الغزل السياسي وتراشق السب السياسي بين تركيا وأمريكا لا يكون بالألفاظ النابية يا سيد، فأمريكا تستدرج تركيا لمستنقع الرقة، فترد تركيا: نحن قادرون على دخول الرقة وشمال العراق أيضاً، لكننا سنرسل مجاهدي الجيش الحر الضعفاء ليقاتلوا معكم، فهم يؤدون الغرض، وهم قادرون على استئصال من ادعيتم استحالة القضاء عليه في 20 سنة.
    لكن الحمار يفهم من هذا الكلام أن تركيا ستقاتل مع أمريكا، لأنه لا يفهم أصول المخاطبات السياسية!!
  11. لم يقل أحد من قادة أو علماء: فتح الشام أو جبهة النصرة أو جيش الفتح أو أحرار الشام بكفر تركيا، وذلك لسبب بسيط جداً، أنهم يأخذون منها ما يحتاجونه لمعارك حلب وحماة، ودون قيد أو شرط، وهي تقدمها منفردة دون غيرها من دول العالم العربي والإسلامي ولا حتى الغربي. فلماذا تغلق عينيك عن هذه الحقيقة وتتجاهلها عمداً؟!! أم علمك بالوقائع والأحكام أعظم من علمهم بما يرون ويسمعون بأعينهم؟!!
  12. ما الذي تريده بالضبط؟!!
    هل تريد أن توقف تركيا دعمها، كما سرقته الأردن، وكما أوقفته دول الخليج، لينتهي دورك في إفناء الجهاد الشامي، ومن ثم يعيدوك إلى السجن من حيث أتيت بعد قيامك بدورك على أكمل وجه؟!!
    لكن أبشرك أن تركيا لن تتوقف وإن بلغ عواؤكم السماء؛ لأنها تعمل لله، وتدعم الجهاد كما دعمت اللاجئين، لا كما يفعل أسيادك وأولياء نعمتك الذين تخافهم من دون الله، والله أحق أن تخشوه كما قال تعالى: {أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [التوبة: 13].
  13. أم تريد أن تحرض المجاهدين على تركيا ليصبحوا جميعاً خوارج يقاتلونها، لتفعل أنت وأحبابك المناهجة ما لم ينجح به العلمانيون في الانتخابات وجماعة غولن والحصار الاقتصادي وألعاب الربويين والإنقلاب الفاشل، لتكملوا على الصعيد الدولي ما فشل فيه الدواعش على الصعيد المحلي في إفساد الجهاد الشامي.
  14. من عجائب شأنك أنك لا تميز بين المسائل وتخلط بينها بشكل عجيب، بل وتتفاخر بذلك أيضاً، فالائتلاف شيء، والحكومة المؤقتة شيء آخر، والائتلاف لم يجتمع مطلقاً ولا مرة واحدة منذ تأسيسه، بينما الحكومة المؤقتة فيفترض بها أن تدير شؤون الناس.
  15. هل اعتراضك عن على الائتلاف أنه لا يحكم الشريعة؟!!
    فأبشرك أنهم لم يناقشوا موضوع القوانين أبداً، والمجلس ذاته كاصطبل ليس له أي قوانين تحكم أعضاءه ولا قوانين تحكم العلاقة بينهم ولله الحمد!! يعني فلتانين مثلك لا رباط ولا رسن، ولا نراهم أبداً!!
    وإن كان يزعجك وجود بعض العلمانين والملاحدة!!
    فيسعك أن توفر حملتك الإعلامية وحملة أغنامك بالهجوم على هؤلاء لحرق كروتهم واحداً بعد آخر ليبقى الصالحون فقط، ولكن هيهات لجاهل مثلك أن يفعل ذلك!!
  16. الحكومة المؤقتة الحالية جميع أفرادها من الصالحين المشهود لهم بالصلاح والعدالة، فما وجه الجمع بينها وبين الائتلاف، إلا من باب إعانة الشيطان على أخينا!!
  17. الحكومة المؤقتة ينقصها بعض الكفاءة والقوانين الإدارية الناظمة والانضباط الحرفي بتلك القوانين الناظمة، لكن هذا تقصير في الأداء وليس مدعاة لتكفيرهم يا هذا!!
  18. دفع الصائل عن المسلمين واجب على كل مسلم، وما دفعنا للتعاون (وليس الاستعانة) مع تركيا إلا تقصيرك أنت وأمثالك من أدعياء الإسلام المنافقين، الذين لا ينفرون للجهاد، ولا يتحرك منهم إلا ألسنتهم بالفتنة وتفريق صفوف المجاهدين والفتنة بينهم.
  19. الاستعانة بسلاح الكفار في دفع الصائل المسلم والباغي المسلم دون وطء أقدامهم لأرضنا جائز شرعاً، والطائرات لا تنزل أرضنا.
  20. الاستعانة بالكافر لقتال الخوارج جائز مطلقاً جملة وتفصيلاً قولاً واحداً في مذهب الإمام أحمد؛ لأنه يعتقد كفرهم. وعلى باقي المذاهب جائز بدخوله في المسألة السابقة ضمن شروطها وأحكامها.
  21. الاستعانة بالكافر لقتال الملاحدة جائز مطلقاُ، وهو ما ترفضه أمريكا؛ لأن أمريكا تقف مع قسد وتدعمها بالأسلحة التي تضرب الجيش التركي.
  22. لو كان فيك خير لنفسك وبلدك وأمتك لفعلت مثلنا، ولجأرت بالحق في بلدك وحرضت الناس على ذلك كما فعلنا، لكننا لا نعلم فيك خيراً لبلدك، عدا عن أن نطلب منك أن يكون فيك خير للشام وجهاد أهل الشام.
  23. نباحك وإخوتك من فصيلة البهائم ذوات الأنياب يجدي نفعاً في أفغانستان والجزائر والصومال والعراق، لكن الله هيأ لهذه البلاد أقواماً مسخرين للعلم والحق؛ يخرج الله الحق على ألسنتهم بفضله وكرمه، لا بعظيم علمهم، ولا بمزيد فضلهم.
  24. هل يمكنك استناداً إلى النقاط والمسائل السابقة بناء حكمك ونتيجتك: “هذا العمل ردة عن الإسلام”؟!!
    فنستغفر الله من فتوى تويترية كفتاوى الهامبرغر التي لا تكاد تسلم منها كلمة واحدة، بل ولا حتى حروف العطف في جمع المتناقضات كما رأينا، ولا حروف الجر في تحديد الزمان والمكان كما رأينا أيضاً!!
  25. ما أجرأكم على تكفير المسلمين، ولو أدخلتم الناس في دينهم كما تخرجونهم منه لوصل الإسلام إلى باريس.
  26. وهنا نسأل مستوضحين: هل الكفر في القتال في جرابلس لدفع صيال داعش وقسد؟ أم في التعاون مع الجارة المسلمة تركيا؟ أم في انتقال الحكومة المؤقتة من إدلب إلى جرابلس؟ أم في إحراج الائتلاف إما الدخول إلى سوريا أو طردهم من الائتلاف؟!
    أم ماذا بالضبط؟!!.
  27. حكمكم بناء على المعطيات السابقة لا يصدر إلا عن جاهل مطبق، أو عميل منافق مأجور، ولكننا نحسن الظن بك ونعاملك تبعاً للظاهر كما أمرنا ديننا، فنصفك بـ “الأحمق” من فصيلة “البهائم” التي تعض كل من يتحرك ولو كان على الحق.
  28. لماذا أحكام التكفير تشمل غيركم ولا تشملكم، ومنكم من يقيم في بلاد الردة، وآخرون يسكنون في بلاد الكفر، ويعملون في وظائف كفرية، كإعلام المرتدين في جريدة كذا وكذا.
  29. وختاماً أنصحك بالهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام، لكن إذا أردت الخروج فلا تخبر مستشاريك لأنهم تابعون للمخابرات الأردنية، وأن تعكف على الجهاد الذي تأمر الناس به، حتى لا تكون في صحائف المنافقين، وأن تعكف مع ذلك على طلب العلم، فهو حصانة تدرأ عنك جهنم التي هي مصير المفتين بغير علم، أكثر مما تنفع بها الناس في كلام لعله يكون سبب هلاكك إن اتبعوك فيه، واحرص من الفقه على ما تجده في سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم، مما لا تجده في كتب الفقهاء؛
    • لأنهم لم يصلوا إلى دركات من الانحطاط كالتي وصلنا إليها في زماننا، فلم يكونوا يسمحون للمفتي الماجن ولا للخارجي الجاهل أن يفتي، ويحذرون الناس منهما، فلا يسمحون لهم بالتصدر، لا كما يفعل مشايخ المجاملات والنفاق في مداهنة أمثالكم في دين الله.
    • ولم تكن هناك أجهزة مخابرات تبرزهم، كما في مؤتمر الشيشان، وكما في المخابرات الأردنية التي أخرجتك وتركت طلبة العلم في السجن حتى الآن.
    • انحطاط استجد معه من المسائل ما لم يكن في زمانهم، فنجد المتعالمين في زماننا بدلاً من البحث والتمحيص يرددون كالببغاءات أحكام مسائل أخرى تتفاوت بين: تسويغ الخضوع للحكام المنافقين، أو تكفير كل من يصافحهم.

وأعتذر أخيراً عن استخدام هذه الألفاظ النابية معك؛ ولكنها الثقافة التي يفهمها التكفيريون وأصحاب الفكر الخارجي “كلاب أهل النار”.
والله المستعان على ما تصفون، وبالله التوفيق.
%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%82%d8%af%d8%b3%d9%8a

0 Responses

  1. الرقة صارت مستنقع يا ابن الزنوة…. أعرف إنك ما حتنشر التعليق المهم يصلك والله لندعس على راس كل منيوك مرتد من جيشك الكر يا أخوة الدقرة حلبي ابن منايك الموكامبو شعب قواد

    1. أنت منحطّ أيها الخارجي ، وقد كان الخوارج من قبلك أعفّ لساناً وأطهر قلوباً وأتقى لله ، أما أنتم فقد جمعتم الفساد في المعتقد والفساد في السلوك، قاتلكم الله

  2. توضيح المعالم في بطلان فتاوى المقدسي!
    فمن أعظم البلاء أن يتعالم الجاهل ويظن بنفسه العلم الغزير، ثم يزيد على ذلك أن تسخر مخابرات دولته ثلاثة من الخبثاء ليتذللوا له ويتضرعوا له ويقدسوا كلامه، فينفخوه بمدح حماقاته وسخافاته، فيعجب بهم ويصبح عبداً لهم من حيث لا يدري، وما أضر على الشيخ من فساد المريدين!!! فيأخذ عنهم كل ما ينقلونه له عن أوضاع الجهاد والمجاهدين، فتجد فتاواه كأنها تصريحات سياسية صادرة عن أفرع مخابرات دولته للطعن في المسلمين الذين يخالفون إرادة الغرب وتكفيرهم!!!
    ثم يتعاون بضع عناصر من مخابرات الدول الصديقة والعميلة للغرب ليكونوا أتباعاً متعصبين له حول العالم،فيجمعون حوله العامة والجهال ليكونوا جماعة عظيمة في عددها تردد حماقاته وسخافاته، حتى إذا بلغوا ذلك المقدار العظيم استنكف عن الرجوع للحق خوفاً من نفور الأتباع والمريدين، فكان بذلك عبداً لهم في التكفير، كما كان بعض زنادقة الصوفية عبيداً لمريديهم وأتباعهم في تمييع الدين!!!
    فكتبت هذه الرسالة في الردود العلمية على فتوى واحدة لا تتجاوز السطرين، ليتبين المغتر بهم وعامة الناس مقدار حمق وجهل شيخهم الذي يتبعونه بلا بينة ولا أثرة من علم!!!
    قال أبو محمد المقدسي: “كثر السؤال: عن حكم القتال تحت قيادة وتوجيه الجيش التركي وطيران أمريكا في #جرابلس لتحكيم حكومة الائتلاف الوطني فيها. فأقول: هذا العمل ردة عن الإسلام”.
    وفيما يلي نقض كلامه جملة وتفصيلاً وعلى الله الاتكال:
    أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار، وأنت تجيب على كل سائل من شرق البسيطة إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها لتثبت علمك لأتباعك و(مريديك).
    إذ ليس بالضرورة أن تجيب على كل سائل فيما لا تعلم تفاصيله من الوقائع، فوالله إن الدماء لتصل إلى الركب في دمشق فلا نتكلم بكلمة لأننا لا نعلم تفاصيل الوقائع، وبعض الوقائع تحصل في حلب فنتأخر عن الجواب أسبوعاً أو أكثر بسبب نقص بعض التفاصيل والجزئيات التي ننتظر التحقق منها.
    المجاهدون لا يعملون تحت قيادة الجيش التركي، وإنما تحت قيادة أردوغان الحاكم المسلم الذي يمكر لمصلحة المسلمين، لا كما يفعل حاكمك الذي تعيش في كنفه.
    إسلام الحاكم وثقتنا بدينه وصلاحه وعدالته، وعلمنا بسيرته كاملة كافية لوقوفنا معه ضد أعداء الإسلام، لأسلمة بلاده، ولنا في النجاشي أسوة حسنة وقد كان مجبوراً على الحكم بالنصرانية، ولنا في معاذ بن جبل أسوة حسنة فقد كان مأموراً بعدم الانتقال إلى الصلاة إلا بعد تمكن الشهادتين من قلوبهم، وقد كانت أحكام الإسلام يومها راسخة محكمة، فكيف بتحكيم جميع أحكام الشريعة دفعة واحدة.
    وجوب الوقوف مع الحاكم المسلم ضد أعدائه من غير المسلمين مسألة، والحكم عليه بالمعصية أو الفسق أو الكفر مسألة أخرى مغايرة، ولها حكمها المختلف، ولا يجمع بينهما إلا جاهل بالفقه وتفريعات المسائل.
    الحكم بكفر أردوغان بسبب النظام العلماني مبتدع مخالف لسنة النبي صلى الله عليه وسلم في مدح النجاشي والثناء عليه، بينما يقف هذا الأحمق في صف الملاحدة والكفرة ضده فيكفره، نسأل الله أن يهديهم جميعاً، فإن لم يقدر الله لهم الهداية فنسأله عز وجل أن يلعنهم وينسفهم ويريحنا من كفر كافرهم وحماقة أحمقهم .
    أمريكا قامت بالانقلاب الفاشل في تركيا لإزالة مسلميها وصالحيها، فكيف تسوي في الحكم بين الصليبي والنجاشي، ونحمد الله أنك لم تكن في زمان النجاشي عندما قام البطاركة بثورة على النجاشي، لكنت أنت (من يفتيهم) يفتي بتكفير النجاشي رضي الله عنه.
    أمريكا صرحت بأن داعش ستبقى 20 سنة، وعندما دخلنا رأينا أن طائراتها كانت تقصف مواقع المدنيين فقط، ولا تقصف مقرات داعش، وأمريكا تستنكر ضرب تركيا لقسد، فكيف تفتق عقلك عن حماقة الجمع بين الطيران الأمريكي والجيش التركي؟!!
    في جرابلس كان المجاهدون والجيش التركي يصلون معاً، فمن يصلي ويجاهد لله منهما فهو شهيد، ومن لا يصلي فعلى قول الإمام أحمد، فهذا كفر، وعند باقي المذاهب هي كبيرة نسأل الله له التوبة، ومن يقاتل لغير الله فيبعث على نيته، وقد قال تعالى عن الصحابة رضي الله عنه في جهادهم في غزوة أحد: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ} [آل عمران: 152]، فلم يكفرهم النبي صلى الله عليه وسلم، على قول من يقول: تركيا تدافع عن مصالحها!!
    لعله أغاظك أن تُمسَح حدود سايكس بيكو، فيقف الترك والعرب في صف واحد للصلاة في #جرابلس ؛ لتعلم أن قلوبنا تتحرك لمصلحة الأمة الاستراتيجية، وأنت تفتي للعلمانيين والملاحدة بمصطلحات فقهية.
    الغزل السياسي وتراشق السب السياسي بين تركيا وأمريكا لا يكون بالألفاظ النابية يا سيد، فأمريكا تستدرج تركيا لمستنقع الرقة، فترد تركيا: نحن قادرون على دخول الرقة وشمال العراق أيضاً، لكننا سنرسل مجاهدي الجيش الحر الضعفاء ليقاتلوا معكم، فهم يؤدون الغرض، وهم قادرون على استئصال من ادعيتم استحالة القضاء عليه في 20 سنة.
    (لكنك تفهم) من هذا الكلام أن تركيا ستقاتل مع أمريكا، (لأنك) لا (تفهم) أصول المخاطبات السياسية!!
    لم يقل أحد من قادة أو علماء: فتح الشام أو جبهة النصرة أو جيش الفتح أو أحرار الشام بكفر تركيا، وذلك لسبب بسيط جداً، أنهم يأخذون منها ما يحتاجونه لمعارك حلب وحماة، ودون قيد أو شرط، وهي تقدمها منفردة دون غيرها من دول العالم العربي والإسلامي ولا حتى الغربي. فلماذا تغلق عينيك عن هذه الحقيقة وتتجاهلها عمداً؟!! أم علمك بالوقائع والأحكام أعظم من علمهم بما يرون ويسمعون بأعينهم؟!!
    ما الذي تريده بالضبط؟!!
    هل تريد أن توقف تركيا دعمها، كما سرقته الأردن، وكما أوقفته دول الخليج، لينتهي دورك في إفناء الجهاد الشامي، ومن ثم يعيدوك إلى السجن من حيث أتيت بعد قيامك بدورك على أكمل وجه؟!!
    لكن أبشرك أن تركيا لن تتوقف وإن بلغ ضجيجكم السماء؛ لأنها تعمل لله، وتدعم الجهاد كما دعمت اللاجئين، لا كما يفعل أسيادك وأولياء نعمتك الذين تخافهم من دون الله، والله أحق أن تخشوه كما قال تعالى: {أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [التوبة: 13].
    أم تريد أن تحرض المجاهدين على تركيا ليصبحوا جميعاً خوارج يقاتلونها، لتفعل أنت وأحبابك المناهجة ما لم ينجح به العلمانيون في الانتخابات وجماعة غولن والحصار الاقتصادي وألعاب الربويين والإنقلاب الفاشل، لتكملوا على الصعيد الدولي ما فشل فيه الدواعش على الصعيد المحلي في إفساد الجهاد الشامي.
    من عجائب شأنك أنك لا تميز بين المسائل وتخلط بينها بشكل عجيب، بل وتتفاخر بذلك أيضاً، فالائتلاف شيء، والحكومة المؤقتة شيء آخر، والائتلاف لم يجتمع مطلقاً ولا مرة واحدة منذ تأسيسه، بينما الحكومة المؤقتة فيفترض بها أن تدير شؤون الناس.
    هل اعتراضك عن على الائتلاف أنه لا يحكم الشريعة؟!!
    فأبشرك أنهم لم يناقشوا موضوع القوانين أبداً، والمجلس ذاته ليس له أي قوانين تحكم أعضاءه ولا قوانين تحكم العلاقة بينهم ولله الحمد!! يعني فلتانين مثلك لا رباط ولا رسن، ولا نراهم أبداً!!
    وإن كان يزعجك وجود بعض العلمانين والملاحدة!!
    فيسعك أن توفر حملتك الإعلامية وحملة ( اتباعك) بالهجوم على هؤلاء لحرق كروتهم واحداً بعد آخر ليبقى الصالحون فقط، ولكن هيهات (لمثلك) أن يفعل ذلك!!
    الحكومة المؤقتة الحالية جميع أفرادها من الصالحين المشهود لهم بالصلاح والعدالة، فما وجه الجمع بينها وبين الائتلاف، إلا من باب إعانة الشيطان على أخينا!!
    الحكومة المؤقتة ينقصها بعض الكفاءة والقوانين الإدارية الناظمة والانضباط الحرفي بتلك القوانين الناظمة، لكن هذا تقصير في الأداء وليس مدعاة لتكفيرهم يا هذا!!
    دفع الصائل عن المسلمين واجب على كل مسلم، وما دفعنا للتعاون (وليس الاستعانة) مع تركيا إلا تقصيرك أنت وأمثالك من أدعياء الإسلام المنافقين، الذين لا ينفرون للجهاد، ولا يتحرك منهم إلا ألسنتهم بالفتنة وتفريق صفوف المجاهدين والفتنة بينهم.
    الاستعانة بسلاح الكفار في دفع الصائل المسلم والباغي المسلم دون وطء أقدامهم لأرضنا جائز شرعاً، والطائرات لا تنزل أرضنا.
    الاستعانة بالكافر لقتال الخوارج جائز مطلقاً جملة وتفصيلاً قولاً واحداً في مذهب الإمام أحمد؛ لأنه يعتقد كفرهم. وعلى باقي المذاهب جائز بدخوله في المسألة السابقة ضمن شروطها وأحكامها.
    الاستعانة بالكافر لقتال الملاحدة جائز مطلقاُ، وهو ما ترفضه أمريكا؛ لأن أمريكا تقف مع قسد وتدعمها بالأسلحة التي تضرب الجيش التركي.
    لو كان فيك خير لنفسك وبلدك وأمتك لفعلت مثلنا، ولجأرت بالحق في بلدك وحرضت الناس على ذلك كما فعلنا، لكننا لا نعلم فيك خيراً لبلدك، عدا عن أن نطلب منك أن يكون فيك خير للشام وجهاد أهل الشام.
    (ضجيجك) يجدي نفعاً في أفغانستان والجزائر والصومال والعراق، لكن الله هيأ لهذه البلاد أقواماً مسخرين للعلم والحق؛ يخرج الله الحق على ألسنتهم بفضله وكرمه، لا بعظيم علمهم، ولا بمزيد فضلهم.
    هل يمكنك استناداً إلى النقاط والمسائل السابقة بناء حكمك ونتيجتك: “هذا العمل ردة عن الإسلام”؟!!
    فنستغفر الله من فتوى تويترية كفتاوى الهامبرغر التي لا تكاد تسلم منها كلمة واحدة، بل ولا حتى حروف العطف في جمع المتناقضات كما رأينا، ولا حروف الجر في تحديد الزمان والمكان كما رأينا أيضاً!!
    ما أجرأكم على تكفير المسلمين، ولو أدخلتم الناس في دينهم كما تخرجونهم منه لوصل الإسلام إلى باريس.
    وهنا نسأل مستوضحين: هل الكفر في القتال في جرابلس لدفع صيال داعش وقسد؟ أم في التعاون مع الجارة المسلمة تركيا؟ أم في انتقال الحكومة المؤقتة من إدلب إلى جرابلس؟ أم في إحراج الائتلاف إما الدخول إلى سوريا أو طردهم من الائتلاف؟!
    أم ماذا بالضبط؟!!.
    حكمكم بناء على المعطيات السابقة لا يصدر إلا عن جاهل مطبق، أو عميل منافق مأجور، ولكننا نحسن الظن بك ونعاملك تبعاً للظاهر كما أمرنا ديننا، فنصفك بـ “الأحمق” ( الذي يعارض) كل من يتحرك ولو كان على الحق.
    لماذا أحكام التكفير تشمل غيركم ولا تشملكم، ومنكم من يقيم في بلاد الردة، وآخرون يسكنون في بلاد الكفر، ويعملون في وظائف كفرية، كإعلام المرتدين في جريدة كذا وكذا.
    وختاماً أنصحك بالهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام، لكن إذا أردت الخروج فلا تخبر مستشاريك لأنهم تابعون للمخابرات الأردنية، وأن تعكف على الجهاد الذي تأمر الناس به، حتى لا تكون في صحائف المنافقين، وأن تعكف مع ذلك على طلب العلم، فهو حصانة تدرأ عنك جهنم التي هي مصير المفتين بغير علم، أكثر مما تنفع بها الناس في كلام لعله يكون سبب هلاكك إن اتبعوك فيه، واحرص من الفقه على ما تجده في سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم، مما لا تجده في كتب الفقهاء؛
    لأنهم لم يصلوا إلى دركات من الانحطاط كالتي وصلنا إليها في زماننا، فلم يكونوا يسمحون للمفتي الماجن ولا للخارجي الجاهل أن يفتي، ويحذرون الناس منهما، فلا يسمحون لهم بالتصدر، لا كما يفعل مشايخ المجاملات والنفاق في مداهنة أمثالكم في دين الله.
    ولم تكن هناك أجهزة مخابرات تبرزهم، كما في مؤتمر الشيشان، وكما في المخابرات الأردنية التي أخرجتك وتركت طلبة العلم في السجن حتى الآن.
    انحطاط استجد معه من المسائل ما لم يكن في زمانهم، فنجد المتعالمين في زماننا بدلاً من البحث والتمحيص يرددون كالببغاءات أحكام مسائل أخرى تتفاوت بين: تسويغ الخضوع للحكام المنافقين، أو تكفير كل من يصافحهم.
    والله المستعان على ما تصفون، وبالله التوفيق.

  3. بعثت بنفس مقالك .. وحذفت منه الألفاظ المتعلقة بالبهائم ..
    وأرى أن التشنج في الردود يضعفها ولا يقويها
    دمت موفقاً

    1. شكر الله لك
      ولكن يوجد رد سابق طويل دون تشنج
      لكن هذه الطريقة الوحيدة لنشر الكلام مع عدم وجود جهاز مخابرات ينشر ردودنا كما يفعلون هم!!!
      فالرد السابق لم يقرأه أحد!!!
      هذه دنيانا وللأسف

اكتب رداً